القائمة الرئيسية

الصفحات

ما الفرق بين المصدر والمرجع

 



إن غنى اللغة العربية وتنوع مفرداتها ومصطلحاتها يسبب أحياناً للدارس بعض اللغط والإشكالات، فلمن لايعرف الفرق بين المصطلحات والمفردات قد تختلط عليه المعاني والاستخدامات ومناسباتها. لذا يجب البحث في معنى كل مفردة في المعاجم وقواميس اللغة العربية. فمثلاً كثيرٌ من الأشخاص لا يعلمون الفرق بين المصدر والمرجع والذي سأوضحه بدايةً من خلال:


معنى المصدر:


المصدر في اللغة العربية هو المعنى الذي نجده في الفعل وفي المجرد دون تحديد لأي حدث أو زمان الحدث؛ والمصدر في الاصطلاح: هو اسم يل على الحدث المجرد م الزمن، وهو أيضاً أصل كل المشتقات.


والمصدر في قواعد اللغة العربية هو مصدر الأفعال، كمصادر الأفعال الثلاثية والرباعبة والخماسية. وهو إما مصدر سماعي ومصدر قياس، والمصدر السماعي هو ما تم سماعه وتسجيله من كلام العرب القدماء، وماتم إيجاده بالمعاجم والذي ليس له أي قاعدة خاصة له وهو أنواع:


المصدر الدال على حرفه: وهو فعالة مثل: صاغة، صياغة.

المصدر الدال على امتناع ورفض: وهو فعال مثل: أبى إباء.

المصدر الدال على اهتزاز وحركة: وهو فعلان مثل: غلى غليان.

المصدر الدال على مرض: وزنه فُعال مثل سعل سعال.

المصدر الدال على أحد أنواع السير: وزنه فعِيل مثل: دبّ دبيب.

المصدر الدال على أحد أنواع الأصوات: وزنه فَعيل أو فعال مثل: نعق نعيق.

المصدر الدال على لون: وزنه فُعلة مثل: حمر حمرة.

معنى المرجع:


في معجم المعاني الجامع: هو اسم مصدره رجع، يرجع رجوعاً، والمرجع هو ما يرجع له في أدب أو علم، من كتاب أو عالم، وقائمة المراجع هي قائمة مؤلفات أشار لها المؤلف أو قد استعان بها في إخراج المؤلف من أجل بحثه. والمرجع كمصطلح بفتح الجيم والميم، باللغة المرجع هو من يرجع له في بعض الأمور، وبالاصطلاح المرجع من يرجع له في فتوى ما. وهناك مرجع التكلفة في الاصطلاح وهو مصدر تنحديد السعر لخدمة أو سلعة كقائمة أسعار المورد.


وعند المقارنة بين الكلمتين سنجد أن كثير من الكتّاب والمؤلفين لا يعلم الفرق بين المصدر والمرجع، وخاصةً فيما يتعلق بالتاريخ ودراسته، لكن المصدر يجب أن يكون أحد مايلي:


شاهد عيان.

مشارك بالحدث.

معاصر للحدث.

وعند عدم توافر أحد الشروط السابقة فهو لم يعد مصدر، والمعلومة يجب أخذها من المصدر حصراً، أما المرجع: فهو يستمد المعلومات من اامصدر، حيث يقوم بمقارنتها ثم تحليلها ومناقشتها، ويجب معرفة أن جمع المعلومات دون مناقشتها وتحليلها فهو لا يعد أكثر من كونه نسخ مصادر، دون قيمة ترجى، لأن الأفضل والأولى هو أن تؤخذ المعلومة من المصدر الذي أُخذ عنه مباشرةً دون وسيط، ويجب التنويه بأن المصدر من المحتمل أن تتغير حالته ليصبح مرجع في بعض المواضع ومصدر في حالات أخرى.


وكمثال على ذلك “التاريخ لابن أثير”، فعندما يتحدث المؤلف عن أمور قد عاصرها يعد مصدراً، أما عندما يتحدث المؤلف عن من قد سبقه يعد ذلك مرجع تم أخذه عن مصادر، وقليلٌ جداً من الباحثين من يتنبه لهذا الاختلاف وينوه له، كما يجب الانتباه والتفريق بين الكتاب الذي تم تدوين رواية المصادر فيه بين معاثر ومشارك وشاهد، والمصدر بحد ذاته.


وفي السيرة النبوية عن ابن اسحق: المصدر ليس ابن اسحاق بل رأس تلك السلسلة التي قد روى عنها الحدث، هو ما قد توافر فيه شروط المصدر التي ذُكرت سابقاً.


هل اعجبك الموضوع :

تعليقات

التنقل السريع